في ‘حكاية الشتاء’، يبرز ويليام شكسبير عبقريته في استكشاف عواقب سوء الظن والخيانة من خلال قصة مؤلمة عن الشك والدمار العاطفي. تتجسد الأحداث في شخصية ليونتيس، ملك صقلية، الذي يشتعل قلبه بالغيرة فيتهم زوجته هرميون وصديقه بوليكسنيس بالخيانة، مما يؤدي إلى سلسلة من الكوارث المأساوية. يقرّر ليونتيس معاقبة زوجته بحبسها، ويأمر بالتخلص من ابنتهما المولودة حديثًا. ولكن القدر يمهل ولا يهمل، حيث تتوالى الأحداث المأسوية التي تنتهي بوفاة ابن ليونتيس، وهرميون التي تموت حزينة لفقدان ابنها، ليعيش ليونتيس بعدها في تعاسة وندم. ومع مرور الزمن، تتكشف الأسرار، وتظهر الطفلة المفقودة التي ستعيد الحياة والأمل إلى والدها عبر حب جديد يجمعها بـ فلوريزيل، ابن بوليكسنيس. إن هذه المسرحية ليست مجرد قصة حب وفراق، بل هي رحلة عميقة لاستكشاف المشاعر الإنسانية، الفداء، والتسامح.
A propos de l’auteur
ويليام شكسبير، الكاتب المسرحي الأكثر شهرة في التاريخ، وُلِد في عام 1564 في ستراتفورد أبون آفون، حيث نشأ في أسرة مرموقة. بعد زواجه من آن هاثاواي، انتقل إلى لندن التي أصبحت نقطة انطلاق لمشواره الفني. قدّم شكسبير مجموعة من الأعمال الكوميدية والتراجيدية التي عمّقت فهم النفس البشرية من خلال بناء درامي متوازن وأسلوب شعري رفيع. من أبرز أعماله نجد ‘تاجر البندقية’، ‘روميو وجولييت’، ‘هاملت’، و’مكبث’. خلال مسيرته، أبدع في نقل المشاعر الإنسانية والتحديات الاجتماعية بأسلوب فني فريد، مما جعله رمزًا خالدًا في عالم الأدب. تُعد مسرحياته اليوم جزءًا أساسيًا من الثقافة الغربية، ولا تزال تُعرض في جميع أنحاء العالم.