عُمر بن أبي ربيعة، شاعر قريش الذي غرس جذور الغزل في تربة الشعر العربي بأنامل فنان مبدع، يُعرف بأنه لم يكن في قريش أشعر منه. كانت روائع شعره تُثير الروع في النفس وتُبعث النشوة في القلب، بفضل سهولة ألفاظه وأناقتها، وحسن وصفه الذي يُلامس هوى النفس في نعت الجمال وتصوير المرأة. استغل عمر بن أبي ربيعة موسم الحج كل عام ليصف النساء، حتى وإن كُنَّ يطفن حول الكعبة، جازفًا بما لم يجرؤ عليه غيره. الكتاب الذي نتحدث عنه، ‘حُب ابن أبي ربيعة وشعره’، يعرض شاعرنا تحت مجهر النقد، متهمًا إياه في طبيعة حبه ومعترك عواطفه، ويكشف لنا جوانب خفية من شخصيته التي كانت محط جدل واسع في عصره وما بعد وفاته. الكتاب يبرز ما تفرد به شاعرنا من سحر شعري، وكيف كان ينظر إليه شعراء زمانه، مُعطيًا له صفة تُميزه عن غيره وتُفضله على سواه.
A propos de l’auteur
زكي مبارك، أديب وشاعر وناقد وصحفي مصري، ومن أبرز المثقفين في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين. ولد في الخامس من أغسطس 1892 في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية. نشأ في أسرة ميسورة وبدأ تعليمه في الكُتَّاب حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. تلقى تعليمه الأكاديمي في الجامع الأزهر وحصل على شهادة الأهلية عام 1916، ثم التحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية وتخرج منها عام 1921. واصل دراسته العليا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الأدب من الجامعة نفسها عام 1924، وبعد ذلك سافر إلى باريس للدراسة في مدرسة اللغات الشرقية وحصل على دبلوم الدراسات العليا عام 1931 والدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام 1937. تلقى تعليمه على يدي الشيخ المرصفي وطه حسين، وكان معروفًا بنقده الحاد والجريء. تميز بمساهماته في الشعر والخطابة، وكان نشطًا في ثورة 1919، حيث استخدم مواهبه لإلهاب الجماهير. على الرغم من تفوقه الأدبي، لم ينل زكي مبارك المناصب العليا بسبب مواقفه المستقلة والجريئة وخلافاته مع أقطاب الأدب مثل طه حسين والعقاد. في أواخر حياته، سافر إلى العراق حيث كرم بوسام الرافدين عام 1947. توفي في عام 1952 ودُفِن في مسقط رأسه. ترك إرثًا أدبيًا يضم أكثر من 45 مؤلفًا، بما في ذلك مؤلفات باللغة الفرنسية.