مثلما تتشابك أغصان الشجر في الغابة والأيكة، تتشابك فنون الكتابة وموضوعاتها في هذا الكتاب: من التأمل الفلسفي إلى رصد الظواهر الاجتماعية إلى الحكاية، في سرد يستهدف إنعاش الحواس. تتوالى فتنة الأصابع، غوايات الصوت، روائح الحب، بهجة الاستحمام؛ المدخل الضروري للعبادة والمقدمة المستحبة للرغبة. وتتعدد أماكن الاحتفاء بالحب؛ من السينما حيث خفة الوجود، إلى المطارات ومحطات القطار التي تُذكِّر بهشاشة الإنسان ومحدودية العُمر. وقريبًا من ذلك يأتي تأمل الألفة في تخطيط المدن وجماليات العمارة الحنون بشرفاتها التي تخلق الصلة بين ساكن البيت والعابر، وعلى الضد منها تخطيط وعمارة الريبة. ولا نغادر قبل أن نتعرف على الفنون المحتفلة بالحواس: الطبخ وأطعمة الغواية، الأزياء بوصفها منتجًا اجتماعيًّا، الرقص الشرقي ومعاني ملابسه وحركاته، الفيديو كليب، والفوتوغرافيا وولع الصورة السيلفي. وهكذا، تمتد طرق «الأيك» المتشعبة أمام القارئ لاكتشافها ومواجهة التيه اللذيذ فيها، من دون مخاطر الضياع!
A propos de l’auteur
في رواياته وقصصه ونصوصه العابرة للأنواع يحتفي عزت القمحاوي بقيمة الحرية؛ حرية الفكر، حرية المشاعر والحواس. يحتفي بالدقة، بالخفة، ويفسح مجالاً للصمت سعيًا إلى صحبة دافئة مع القارئ وشراكة كاملة في اكتشاف المعنى. تُرجم عدد من أعماله إلى الإنجليزية، الإيطالية، والصينية. فازت روايته «بيت الديب» بجائزة نجيب محفوظ، ووصلت ثلاثة من أعماله إلى قوائم جائزة الشيخ زايد، وهي: يكفي أننا معًا، غرفة المسافرين، وغربة المنازل.