في كتابه ‘الإدارة الإسلامية في عز العرب’، يغوص محمد كرد علي في أعماق الحضارة الإسلامية ليكشف النقاب عن براعة الإدارة في العصور الذهبية للإسلام. من خلال سلسلة محاضراته التي ألقاها في الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة، يستعرض كيف استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُدير الدعوة في فترتيها السرية والجهرية، ثم كيف أبدع الخلفاء الراشدون في إدارة الدولة بعد وفاته، وصولاً إلى فترة العباسيين. يتناول الكتاب الابتكارات الإدارية التي استلهمها المسلمون من الفرس والروم، مُسلطاً الضوء على الإنجازات التي أثبتت أن الإدارة ليست مجرد فن، بل هي جزء من الهوية الثقافية والحضارية الإسلامية.
लेखक के बारे में
محمد كرد علي هو مفكر وأديب سوري عُرف بدفاعه المستمر عن اللغة العربية وضرورة تعزيزها في التعليم. وُلِد في دمشق عام 1876م لأب كردي وأم شركسية، وتلقى تعليمه التقليدي حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة في الكُتَّاب، ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدارس دمشق. تأثر بالعديد من العلماء ودرس الأدب واللغة والبلاغة والتاريخ، مما أتاح له بناء ثقافة موسوعية. توفي والده عندما كان في الثانية عشرة، فبدأ العمل ككاتب في السابعة عشرة. عمل في تحرير جريدة ‘الشام’ الحكومية، ثم انتقل إلى مصر حيث تولى رئاسة تحرير جريدة ‘الرائد المصري’. عاد إلى دمشق بعد فترة قصيرة بسبب وباء الطاعون، ثم عاد إلى مصر ليؤسس مجلة ‘المقتبس’ ويحرر جريدة ‘الظاهر’ و’المؤيد’. ألف العديد من الكتب التي تحتفي بالحضارة العربية، وترجم بعض الأعمال عن الفرنسية. أسس أول مجمع للغة العربية في دمشق عام 1919م، وظل رئيسًا له حتى وفاته في 1953م، حيث دُفن بجوار قبر معاوية بن أبي سفيان.