هذا الكتاب الفريد من نوعه عن ارتكاب الأخطاء وعن عواقبها، حيث يرتكب ملايين الأشخاص أخطاء يتحمل عاقبتها أشخاص غيرهم، وترتكب الأمم خطايا فادحة يتحمل عاقبتها أمم أخرى. من مجرد شخص يتلف فراش السرير في فندق غريب بحبر قلمه السائل، إلى غزو أمريكا للعراق والمآسي التي ترتبت عليه، وبينهما الآلاف من الأمثلة حول أخطاء يرتكبها كل من: الإدارات، المؤسسات، السلطات، البشر العاديون، الرؤساء، وجهاء المجتمع، وغيرهم يوميا، ويدفع ثمنها آخرون لا علاقة لهم بالأمر من قريب أو بعيد.
بصفتنا بشرا غير معصومين من الخطأ فإننا نتشارك جميعا في النزوع لتبرير أنفسنا وتجنب تحمل المسؤولية عن الأفعال التي يتبين أنها ضارة أو غير أخلاقية أو غبية، ولن يكون معظمنا أبدا في وضع يسمح له باتخاذ قرارات تؤثر على حياة وموت ملايين الأشخاص، ولكن سواء كانت عواقب أخطائنا تافهة أو مأساوية، على نطاق صغير أو على امتداد الوطن، فإن معظمنا يجد صعوبة، إن لم يكن استحالة، في أن يقول: ‘كنت مخطئا، ولقد ارتكبت خطأ فادحا’، وكلما زادت المخاطر العاطفية أو المالية أو الأخلاقية، زادت الصعوبة. لماذا، وكيف، وما هو السبيل لتصحيح مسار الأخطاء وتجنب الهاوية؟ هذا ما نعرفه من خلال هذا الكتاب.
أصبح الحل في صيغة الماضي التبريئي، والمبني للمجهول، التي يسعى إليها الفرد العادي والحاكم المحنك وغيرهما، ليهرب من مسؤولية الخطأ الذي ارتكبه بالفعل، بأن يقول: ‘حسنا، لقد ارتكبت أخطاء، ولكن ليس من قبلي بل من قبل شخص آخر، سيبقى مجهول الاسم’. يناقش كل من المؤلفين كارول تافريس وإليوت أرونسون هذه الصيغة عبر نظريات مهمة ليضعا إجابة على أهم سؤال: ‘ كيف يعيش الأشرار والحمقى والأوغاد والمنافقون مع أنفسهم؟’
Tentang Penulis
كارول آن تافريس عالمة نفس اجتماعية ونسوية أمريكية. كرّست حياتها المهنية للكتابة وإلقاء المحاضرات حول مساهمات العلوم النفسية في المعتقدات والممارسات التي توجّه حياة الناس وانتقاد «النفسية» و «البيوبونك» والعلم الزائف. تعاملت كتاباتها العديدة مع التفكير النقدي والتنافر المعرفي والغضب والجنس ومواضيع أخرى