التاريخ أحيانا يكتب بالفضائح،بالليالى الحمراء، وهو لا يشبه التاريخ حين نكتبه بالقنبلة والكلاشنكوف، فتاريخ الحرب فجر الدنيا وقتل الشعوب، من حرب البسوس حتى حرب السويس، ومن الحرب العالمية الأولى حتى حرب الخليج، فبركوبيوس العظيم كتب كتابا ضخما يزيد ستمائة صفحة عن تيودورا الغانية اسماه ‘التاريخ السرى.. حياة جستنيان وتيودورا’ وايفلين فار كتبت عن فجور مارى انطوانيت كتابها ‘أحبك بجنون.. ماري انطوانيت الرسائل السرية ) ولعادل حمودة كتاب ‘حكومات غرف النوم’ يؤرخ فيه لعلاقة السلطة بالجميلات، فهن لا يقفن أمام الأبواب، ولا في الطوابير وإنما تفتح لهن الأبواب والأحضان.
والغريب أنه في حياة نابليون ما يجعلنا نعتقد أن التاريخ لا تصنعه الأفكار العظيمة ولا المعارك الجسيمة.وإنما تصنعه مطالب الزوجات أحيانا، فقد دفعت جوزفين زوجها نابليون بالقبلات والآهات ليقود حملة فرنسا على مصر لتغير شقتها من شارع الشانتىين لقصر شهير حلمت به، هو قصر ‘لامالميزن’ فالحملة بالنسبة لجوزفين عقد عمل لزوجها خارج فرنسا يوفر لها ثمن القصر،وكأن نفس الحلم حلم ‘الشقة – أو الشقق الجديدة’ عدوى فرنسية انتشرت في مصر أثناء وبعد الحملة الفرنسية وللآن، وهو مادفع آلاف الزوجات في مصر لدفع الأزواج للعمل خارج البلاد.