لقد كان الشرق مهد الحضارات والمدنيات العظمى، فقد نشأت الزراعة والحرف والصناعات والشرائع والحكومات وعلوم الرياضة والطب والهندسة والفلك. وعرفت الحروف الهجائية والكتابة واختراع الورق ، ونشأت الآداب والموسيقى والنحت والعمارة، وصنع الخزف والأثاث الجميل، ونشأت عقيدة التوحيد، واستخدمت العطور والأصباغ ومواد التجميل والحلي الخ .. ومن الشرق استمد الغرب حضارته وثقافته وذلك عن طريق کریت واليونان والرومان ،ويمكننا القول بأن الاندواوربيين لم يشيدوا صرح الحضارة، بل أخذوها عن مصر وبابل وأن اليونانيين ورثوا الكثير من حضارة الشرق.
وكان انتقال الحضارة إلى الغرب عن طريق التبادل التجاري، إذ أنه علاوة على التبادل التجاري فقد كان بجانبه تبادل ثقافي يتم عن طريق الاقامة الطويلة والاختلاط، فقد استطاع العبرانيون عن طريق إقامتهم مدة من الزمن في مصر استطاعوا أن يأخذوا الكثير من الحضارة المصرية كما يتضح في الأناشيد وفي الحكم. كما كان الآراميون حلقة اتصال بين الشرق والغرب فكانوا ينقلون علوم وحضارة الشرق إلى اليونانيين كما نقلوا الثقافة اليونانية إلى الشرق.
وهذا الكتاب يتناول مهد الحضارات القديمة، وقد راعى مؤلفوه فيه سهولة الأسلوب مع تركيز المادة، وقد أوردوا الكثير من الأشكال الإيضاحية للاستعانة بها.
Tentang Penulis
رمسيس ميخائيل