تعد النهضة أحد الفصول المثيرة في تاريخ أوروبا، حيث شهدت فترة انتقالية بالغة الأهمية من الهيمنة الكنسية إلى عصر تسوده سلطة العقل والمعرفة. في البداية، تم تفسير هذا العصر كثورة معرفية حررت الفكر الإنساني من قيود الدين وأبدلتها بالعقلانية، مما خلق رؤية خطية للتاريخ يسير فيها الإنسان نحو تحقيق تقدم مستمر. ولكن، هذه النظرة الرومانسية للنهضة لم تعد محط إجماع بعد أن تناولها النقد الفلسفي والتاريخي بالتفكيك والتحليل. فقد أثار فلاسفة مثل نيتشه وماكس فيبر ومارتن هيدجر وكارل ماركس، تساؤلات جوهرية حول المفاهيم السائدة عن النهضة، وأعقبتها نظريات ما بعد الحداثة التي وصلت إلى حد وصف عصر النهضة بأنه ‘الاستنارة المظلمة’، في إشارة ساخرة إلى ما اعتبروه اختزالاً للتجربة الإنسانية. هذا السرد يحاول إعادة التفكير في مفهوم النهضة كحقبة معقدة ومتعددة الأبعاد، ويحث القارئ على استكشاف هذه الفترة بنظرة نقدية ومعمقة.
Tentang Penulis
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.