عهد السلطان الغوري يظهر لنا لوحة مذهلة للقوة السياسية والثقافية في العالم الإسلامي، حيث استمرت إمبراطوريته الواسعة تمتد من مصر والشام إلى بلاد العرب وأراضٍ أخرى في آسيا الصغرى. تاريخ أساطيل مصرية تمتد إلى سواحل الهند يكشف عن تألق ونجاح السلطان الغوري في المحافل البحرية. يبرز الكتاب الذي قام الدكتور عبد الوهاب عزام بكتابته هذا جهود السلطان الغوري في الحفاظ على هذه الرقعة الجغرافية ومواجهة التحديات الاستعمارية، خاصةً تلك التي جاءت من البرتغال. ورغم أنه كان زعيمًا سياسيًا وعسكريًا، فقد برع السلطان الغوري في رعاية العلم والأدب، حيث كان يجتمع بالعلماء والأدباء والفقهاء في مجالسه. يقدم هذا الكتاب نافذة مثيرة ومفصلة على الجوانب الثقافية والفكرية لحقبة زمنية مهمة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.
Circa l’autore
عبد الوهاب عزام، الرائد في الدراسات الفارسية، الأديب، الدبلوماسي، والمفكر الذي أسهم بتقديم مجموعة متنوعة من الأبحاث في الأدب والتاريخ والتصوف. يتسم بعمق الثقافة العربية والإسلامية والأدبية، حيث استكشف أدب الشعوب الإسلامية واستوعب اللغات الفارسية والتركية والأردية. يُعتبر من سُدنة (حماة) التراث العربي، حيث قاد مسيرة تحقيق العديد من الكتب وصدَّ الهجمة التخريبية لاستبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية. حافظ على روابط الصلة بين الأمة العربية والعالم الإسلامي. وُلِدَ في قرية ‘الشوبك’ عام 1894م، وتلقى تعليمه الديني والعلمي، وتخرج من الجامعة الأهلية عام 1923م. تقلَّد مناصب علمية رفيعة، وخدم كإمام في السفارة المصرية بلندن. درس لغات بلاد الشرق الإسلامي وحصل على الماجستير والدكتوراه. بدأ مسيرته الدبلوماسية وتولى سفارات في المملكة العربية السعودية وباكستان. قدَّم العديد من المؤلفات، منها ‘مدخل إلى الشاهنامه العربية’ و ‘ذكرى أبي الطيب المتنبي’. وافته المنية في 1959م ودُفِنَ في مسجده بحلوان.