في كتابه ‘المنطق وفلسفة العلوم’، يقدم بول موي تحليلاً عميقًا لفهم المذهب العقلي، مؤكدًا أن العقل لا يُعتبر مجرد وظيفة تأملية، بل نشاط فعّال يدفع الإنسان – فردًا ومجتمعًا – للعمل والإبداع. يستعرض موي تصنيفات العلم المختلفة، مشددًا على أهمية التصنيف في تحقيق الدقة في المصطلحات الفنية، ويرصد مناهج العلماء، مستندًا إلى فلاسفة مثل أوجست كونت وفرنسيس بيكون. يتناول أيضًا الروح العلمية التي يجب أن يتحلى بها الباحث، مثل النزاهة وحب الاستطلاع والشجاعة، ويستكشف العلاقة المعقدة بين المنطق وعلم النفس، موضحًا أوجه الشبه والاختلاف بينهما. كما يناقش كيفية ارتباط المنطق بالحقيقة، مُشيرًا إلى أن المنطق هو الوسيلة المثلى للتحقق من الصدق واستكشاف الشروط التي تجعل من الحقيقة ممكنة. هذا الكتاب هو دعوة للتفكير النقدي والفهم العميق للعلوم، مما يجعله ضروريًا لكل مهتم بالفلسفة والعلم.
Circa l’autore
بول موي هو أحد أبرز فلاسفة العلم الفرنسيين، وُلد عام 1888. عمل مدرسًا للفلسفة لطلاب المرحلة الثانوية قبل أن يصبح أستاذًا جامعيًا في السوربون. تمحورت فلسفته حول العلم، حيث درس بعناية فكرة التقدّم وظهور الروح العلمية في عصر التنوير، وعُرف بانتقاده لفلسفة ديكارت، مشددًا على افتقارها إلى الصرامة الرياضية. قدم موي العديد من الأعمال الفلسفية البارزة، مثل ‘المنطق وفلسفة العلوم’ و’فكرة التقدّم في فلسفة رينوفير’، إلى جانب مؤلفات مدرسية تهدف لتلبية احتياجات التعليم الثانوي. توفي في عام 1946 في باريس، تاركًا إرثًا فلسفيًا غنيًا في مجال الفكر العلمي.