تكشف هذه القصة المحبوكة بمهارة عن سيرة ‘عائشة المخزومية’، البطلة التي نسجت بطولاتها خيوط المجد في ديباجة التاريخ الإسلامي. علي الجارم، بقلمه الرشيق وأسلوبه الفريد، يحكي كيف تحدت عائشة الصور النمطية والمفاهيم المسبقة حول دور المرأة في المجتمع، متسلقة قمم الإنجاز رغم جبال الصعاب التي واجهتها. يتميز العنوان الذي اختاره الجارم لهذه القصة بأنه يمسك بلُب القارئ من الوهلة الأولى، مقدمًا لنا شخصية عائشة التي لم تُسكرها عواطف الحب العابر، بل دفعتها روح الاستقلالية والكبرياء لترد على تلك الأفكار المتحيزة التي تفصل بين دور الرجال والنساء بشجاعة وقوة، مستخدمة حدة القول والفعل لتعبر عن قناعاتها وتثبت بجدارة دور المرأة كفاعلة مؤثرة في المجتمع والتاريخ.
Circa l’autore
علي الجارم، أديب وشاعر مصري مرموق وعضو بارز في مدرسة الإحياء والبعث، جنبًا إلى جنب مع أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وُلِد في مدينة رشيد عام 1881، وتلقى تعليمه الأولي هناك قبل أن ينتقل للدراسة في الأزهر ومن ثم دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر إلى إنجلترا لدراسة أصول التربية في نوتينجهام وعاد إلى مصر ليعمل في التربية والتعليم، حيث تقلد عدة مناصب هامة بما في ذلك كبير مفتشي اللغة العربية. كما كان وكيلًا لدار العلوم وعضوًا مؤسسًا لمجمع اللغة العربية. أثرى الجارم المكتبة الأدبية العربية بروايات تاريخية وأعمال شعرية وكتب مدرسية، واشتهر بغيرته على الدين واللغة. توفي في عام 1949، تاركًا إرثًا ثقافيًا غنيًا أثرى الحياة الأدبية في مصر.