في عمله الروائي الرائع، ينقلنا علي الجارم إلى أحداث تاريخية مثيرة بين الدولة العباسية في عهد الخليفة الرشيد والإمبراطورية البيزنطية في عهد ريني ونقفور الأول. يروي الجارم قصة ‘نزار’، البطل الشجاع الذي يفارق محبوبته ‘حفصة’ ليجابه نداء الواجب، مخوضًا معارك بطولية يُحيي من خلالها لحظات تاريخية حاسمة. لكن، تقلبات القدر تقود نزار إلى الأسر على يد البيزنطيين، حيث تعجب به الإمبراطورة وتحاول إغواءه، لكنه يقاوم ويُسجن. القصة تأخذ منحى دراميًا عندما تساعده ‘هيلين’، ابنة كبير البطارقة والمعجبة به سرًا، على الهروب من السجن، مما يمكنه من التحذير من خطط الروم وإنقاذ العباسيين. بعد فتح ‘هرقلة’، يعود نزار إلى أحضان حفصة في لمّ شمل مؤثر يكتمل بعودته المظفرة.
Circa l’autore
علي الجارم، أديب وشاعر مصري مرموق وعضو بارز في مدرسة الإحياء والبعث، جنبًا إلى جنب مع أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وُلِد في مدينة رشيد عام 1881، وتلقى تعليمه الأولي هناك قبل أن ينتقل للدراسة في الأزهر ومن ثم دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر إلى إنجلترا لدراسة أصول التربية في نوتينجهام وعاد إلى مصر ليعمل في التربية والتعليم، حيث تقلد عدة مناصب هامة بما في ذلك كبير مفتشي اللغة العربية. كما كان وكيلًا لدار العلوم وعضوًا مؤسسًا لمجمع اللغة العربية. أثرى الجارم المكتبة الأدبية العربية بروايات تاريخية وأعمال شعرية وكتب مدرسية، واشتهر بغيرته على الدين واللغة. توفي في عام 1949، تاركًا إرثًا ثقافيًا غنيًا أثرى الحياة الأدبية في مصر.