في روايته الغنية بالأحداث والمشاعر، يأخذنا الشاعر الكبير علي الجارم في رحلة عبر الزمان والمكان إلى قلب الأندلس، حيث يحيي ذكريات حضارة إسلامية زاهرة من خلال قصة حياة الشاعر ابن زيدون. يعتبر ابن زيدون أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الأندلس، حيث كان خطيبًا لولادة بن المستكفي ووزيرًا لابن جهور. لكن، رغم مكانته المرموقة، وجد نفسه محاطًا بالمؤامرات والدسائس التي تكيد له من قبل الحاقدين والحاسدين، مما جعل حياته مليئة بالتحديات الشديدة. تسرد الرواية بأسلوب فني راقٍ ولغة بديعة، كيف تشابكت أقدار ابن زيدون مع تقلبات السياسة والحب، وكيف ظلت هذه الشخصية الفريدة تكافح من أجل البقاء والازدهار في واحدة من أكثر الفترات إثارة في التاريخ الإسلامي، مقدمةً لنا عبر هذه الحبكة الروائية المشوقة لمحة عن الحياة في الأندلس المفقودة.
Circa l’autore
علي الجارم، أديب وشاعر مصري مرموق وعضو بارز في مدرسة الإحياء والبعث، جنبًا إلى جنب مع أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وُلِد في مدينة رشيد عام 1881، وتلقى تعليمه الأولي هناك قبل أن ينتقل للدراسة في الأزهر ومن ثم دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر إلى إنجلترا لدراسة أصول التربية في نوتينجهام وعاد إلى مصر ليعمل في التربية والتعليم، حيث تقلد عدة مناصب هامة بما في ذلك كبير مفتشي اللغة العربية. كما كان وكيلًا لدار العلوم وعضوًا مؤسسًا لمجمع اللغة العربية. أثرى الجارم المكتبة الأدبية العربية بروايات تاريخية وأعمال شعرية وكتب مدرسية، واشتهر بغيرته على الدين واللغة. توفي في عام 1949، تاركًا إرثًا ثقافيًا غنيًا أثرى الحياة الأدبية في مصر.