من خلال شُرفات هذا الكتاب، يُقدم مارون عبود رؤية فريدة تمتزج بين عبق الأدب وعمق الفكر. يتنقل ببراعة بين موضوعات متنوعة، يسلط عليها الضوء بنظرة عابرة ومثيرة. يستعرض في هذا العمل مجموعة من المؤلفات الشعرية والأعمال الأدبية والمسرحيات التي صاغها الأدباء والشعراء اللبنانيون، مبرزاً القيمة الأدبية والفكرية لكل منها. لكن لا تقتصر أفقات عبود على حدود لبنان، بل يتجاوزها ليستعرض لنا لمحات من أدبيات أقطار أخرى. يذكر شعراء عظماء مثل نزار قباني وبدر شاكر السيَّاب، ويثني على المتنبي كواحد من أبرز الشعراء في تاريخ الأدب العربي. كما يأخذنا بين يديه في رحلة فكرية إلى عالم جمال الدين الأفغاني، موضحاً لنا القيمة الفكرية التي أثرت في الشرق. يتضح لمن يستمع إلى تلك الأوراق الأدبية أنها كنز من المقالات والرسائل التي تجمع تاريخاً من الأدبيات في نظراته العابرة. وفي اختياره لعنوان هذا الكتاب، اجتاز الكاتب حدود المجرد النقد، بل وصل إلى تعريف جديد للنظرة العابرة المختلسة. إنه عالم مثير يدعونا للانغماس في أعماق الأدب!
Circa l’autore
مارون عبود: الشخصية الرائدة في النهضة الأدبية الحديثة في لبنان، هو كاتب صحفي وروائي ساخر وقصاص بارع وشاعر يتميز بحيائه. لم يقتصر إبداعه في ميدان الأدب، بل تجلى أيضًا كناقد أبهر نقاده بإجلالهم واحترامهم. يتألق كمؤرخ ومسرحي، ويعد من الزعماء في ميدان الفكر والفن في العصر الحديث. حاز مارون عبود على العديد من الأوسمة، منها وسام المعارف من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية. أثر بإيجابية في المكتبة العربية من خلال مؤلفاته الأدبية والشعرية والنقدية كـ ‘نقدات عابر’، و’تذكار الصبا’، و’زوابع’. ودعته الحياة في عام ١٩٦٢م.