توادوسيوس، هو الملك العظيم الذي يتجسد في مسرحية ‘مارون عبود’، والتي تجسد لنا لحظات اختتام الإمبراطورية الرومانية الموحدة قبل انقسامها. لم يقتصر اختيار عبود لهذه الشخصية الكبيرة على تقديره لها كآخر حكام الإمبراطورية الموحدة، بل امتدت هذه الاختيارات إلى العناصر الأدبية التي نسجتها حولها، فأضاف عمقاً وبُعداً جديداً للشخصية تجاوز بكثير السطحية العادية. إن أبرز ما جعل ‘توادوسيوس’ قائدًا عظيمًا في عيون المؤلف هو صلاته وجهوده ضد الوثنية، ونصرته للمسيحية وتأكيده على عقيدة التوحيد. ومع ذلك، فإن هذه الميزة الكبيرة التي اتسم بها لم تأتِ دون ثمن، فحروبه ضد الوثنيين كانت مُدمرة، تاركة وراءها الكثير من الأرواح البريئة. هل سيتوج ‘توادوسيوس’ بتوجه الصواب ويعيد توازن كفتي الميزان قبل فوات الأوان؟
Circa l’autore
مارون عبود: الشخصية الرائدة في النهضة الأدبية الحديثة في لبنان، هو كاتب صحفي وروائي ساخر وقصاص بارع وشاعر يتميز بحيائه. لم يقتصر إبداعه في ميدان الأدب، بل تجلى أيضًا كناقد أبهر نقاده بإجلالهم واحترامهم. يتألق كمؤرخ ومسرحي، ويعد من الزعماء في ميدان الفكر والفن في العصر الحديث. حاز مارون عبود على العديد من الأوسمة، منها وسام المعارف من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية. أثر بإيجابية في المكتبة العربية من خلال مؤلفاته الأدبية والشعرية والنقدية كـ ‘نقدات عابر’، و’تذكار الصبا’، و’زوابع’. ودعته الحياة في عام ١٩٦٢م.