كنت مدفوعًا بما لا تستطيع أن تسميه، بيد أنني كنت كالشراع الذي ملأته الريح فلابد له من أن يتحرك. وحدث أنني تحركت فطرقت باب الحجرة عليهم طرقة واحدة خفيفة كما علموني في المدرسة ثم دخلت. وكانت غاية أمري أنني وقفت في وسط الحجرة، ثم تسمرت قدماي كأنني إحدى المناضد المنصوبة. وطفقت عيناي تنتقلان بين الجالسين في حقد وعزم وخوف وخجل حتى لحظت أن وجه زوجة أبي تنكر وتنمر وابتدأ أبي يفيق من نشوة الحديث فيلحظ موقفي ويرى تغير وجهي فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم.. عجيب أمر هذا الغلام الليلة.. ما بك يا حسني؟!
وأخذت نفسًا طويلًا كأنني سأغوص تحت الماء، وهممت أن أتكلم ولكنني لم أستطع. كان هناك زوجان من العيون عن يمين أبي وشماله تقدح بالشرر وتنظر إلي بالوعيد الصامت فجمدت الكلمات على طرف لساني. ومصمصت زوجة أبي بشفتيها تعجبًا واستنكارًا لتوحي إلى أبي بأنه يجب أن يغضب، فيغضب، وصاح في بأعلى صوته: أيها المغفل.. إن على وجهك كلامًا، ماذا تريد أن تقول؟
محمد عبد الحليم عبد الله
شجرة اللبلاب [EPUB ebook]
رواية
شجرة اللبلاب [EPUB ebook]
رواية
Acquista questo ebook e ricevine 1 in più GRATIS!
Lingua Arabo ● Formato EPUB ● Pagine 167 ● ISBN 9786338270285 ● Dimensione 0.4 MB ● Casa editrice العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى) ● Città London ● Paese GB ● Pubblicato 2025 ● Scaricabile 24 mesi ● Moneta EUR ● ID 10237872 ● Protezione dalla copia DRM sociale