في ‘غابر الأندلس وحاضرها’، يأخذنا محمد كرد علي في رحلة مدهشة عبر الزمن لنستكشف تاريخ الأندلس، تلك البقعة السحرية التي أضاءت أوروبا بنور الحضارة العربية. يسرد لنا المؤلف تفاصيل الفتوحات العظيمة التي قادها «طارق بن زياد» و«عبد الرحمن الداخل»، مُظهرًا كيف أُقيمت دولة مزدهرة في زمن كانت فيه أوروبا تعاني من الظلمات. لكن مع مرور الوقت، تكشف صفحات الكتاب عن أسباب الضعف الذي أدى إلى نهاية الوجود الأندلسي على يد «فريناند» و«إيزابيلا». لا يقتصر الكتاب على السرد التاريخي فحسب، بل يتعداه إلى كونه رحلة استكشافية لأثر الحضارة العربية في الأندلس، حيث يصف المؤلف ببلاغة ما رآه من آثار خالدة، مُبرزًا دور العرب الحضاري الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ الإنسانية.
Circa l’autore
محمد كرد علي هو مفكر وأديب سوري عُرف بدفاعه المستمر عن اللغة العربية وضرورة تعزيزها في التعليم. وُلِد في دمشق عام 1876م لأب كردي وأم شركسية، وتلقى تعليمه التقليدي حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة في الكُتَّاب، ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدارس دمشق. تأثر بالعديد من العلماء ودرس الأدب واللغة والبلاغة والتاريخ، مما أتاح له بناء ثقافة موسوعية. توفي والده عندما كان في الثانية عشرة، فبدأ العمل ككاتب في السابعة عشرة. عمل في تحرير جريدة ‘الشام’ الحكومية، ثم انتقل إلى مصر حيث تولى رئاسة تحرير جريدة ‘الرائد المصري’. عاد إلى دمشق بعد فترة قصيرة بسبب وباء الطاعون، ثم عاد إلى مصر ليؤسس مجلة ‘المقتبس’ ويحرر جريدة ‘الظاهر’ و’المؤيد’. ألف العديد من الكتب التي تحتفي بالحضارة العربية، وترجم بعض الأعمال عن الفرنسية. أسس أول مجمع للغة العربية في دمشق عام 1919م، وظل رئيسًا له حتى وفاته في 1953م، حيث دُفن بجوار قبر معاوية بن أبي سفيان.