كافح الرومانيون لفترة طويلة من أجل استقلال لغتهم وهويتهم القومية, التي كانوا يحاولون المستعمرون تطويعها أو حتى محاولة طمسها. في البداية, تأثرت اللغة الرومانية ذات الأصول اللاتينية بتأثيرات سلافية عميقة من الشعوب المحيطة, ثم جاء الاحتلال التركي الذي استمر لقرون وترك آثاره في اللغة والثقافة التي كادتا تندثران تحت وطأة هذه الموجات التغريبية المتتالية. ومع ذلك, كان للمثقف الروماني الكلمة الأخيرة في إحياء الهوية الأصيلة من خلال إحياء التراث والاهتمام الكبير بالأدب الروماني وتطويره ليلحق بركب الأدب العالمي. يقوم ‘محمد مندور’ في هذا الكتاب بمراجعة بعض نصوص الأدب الروماني بمدارسه المختلفة التي ترصد التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في رومانيا بعد الحرب العالمية الثانية, مع عرض موجز لأهم رواد القصة الرومانية القصيرة وشيوخها.
Circa l’autore
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.