في كتابه ‘يوم ١١ يوليو سنة ١٨٨٢’، يستعرض الأمير عمر طوسون أحداث اليوم الذي شهد دخول القوات البريطانية مدينة الإسكندرية، متحديةً كل المعاهدات الدولية وبحجج واهية لتبرير الغزو والاحتلال. في هذا اليوم، قصفت بريطانيا الإسكندرية بوحشية عبر خمس عشرة سفينة من أسطولها البحري تحت قيادة الأدميرال سير فريدريك بوتشامب سيمور. يسعى طوسون في هذا الكتاب إلى تقديم سرد مفصل للأحداث التي جرت في ذلك اليوم، مبينًا كيف كانت الإسكندرية الحصن الأول الذي سقط، وتلاه سقوط باقي المدن المصرية. يهدف طوسون من هذا التفصيل إلى تذكير المصريين بهذه الوقائع التاريخية الأليمة، لكشف الأمور الغامضة واستخلاص العبر والدروس منها. بكتابه هذا، يسعى طوسون إلى الحفاظ على الذاكرة التاريخية المصرية في أحد أحلك أيامها، والذي غير مسارها التاريخي تمامًا.
Circa l’autore
عمر طوسون هو أحد أهم رواد الإصلاح والنهضة في مصر أوائل القرن العشرين، وله إسهامات بارزة في المجالات العلمية والعملية. اشتهر بتأريخ الأحداث التاريخية المصرية وتقديم دراسات أثرية رائدة، كما أسهم في اكتشاف العديد من الآثار مثل رأس تمثال الإسكندر الأكبر. ولد في الإسكندرية عام 1872م ونشأ يتيم الأب، حيث تولت جدته تربيته قبل أن يكمل تعليمه في سويسرا ويزور العديد من البلدان الأوروبية. عُرف بأعماله الخيرية الواسعة التي شملت جمعيات إسلامية وقبطية، ودعمه للمقاومة الليبية العثمانية ضد الغزو الإيطالي، بالإضافة إلى نشاطاته الاقتصادية كرئيس للجمعية الزراعية الملكية. توفي عام 1944م عن عمر يناهز الثانية والسبعين.