تسجل نبوية موسى في كتابها ‘المطالعة العربية لمدارس البنات’ جهودها الرائدة في تحسين تعليم الفتيات في مصر خلال بدايات القرن العشرين. تُبرز الكاتبة أهمية تعليم الفتيات وتثقيفهن كركيزة أساسية لبناء أمة قوية، حيث شاركت في إنشاء المدارس وكتبت مقالات تثقيفية وملهمة. هذا الكتاب هو نتيجة شغفها بالتعليم، حيث وضعت منهجًا دراسيًا يتسم بالوضوح والعمق، بعيدًا عن التعقيد والسذاجة. اختارت نبوية موضوعات تُعزز الفضائل والقيم الأخلاقية، مما يمنح الطالبات فوائد علمية وأخلاقية. يُعتبر هذا الكتاب وثيقة تاريخية تُظهر كيف كان التعليم النسائي في تلك الفترة، ودعوة جادة لتمكين المرأة عبر التعليم.
Circa l’autore
نبوية موسى هي رائدة مصرية بارزة في مجالات التعليم وحقوق المرأة، وُلِدت عام 1886م في قرية مجول بمحافظة القليوبية. نشأت يتيمة الأب، حيث توفي والدها قبل ميلادها بشهرين، مما زاد من شغفها بالتعليم. رغم التقاليد الاجتماعية التي منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس، استطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة في البيت بمساعدة شقيقها الأكبر. وعندما بلغت الثالثة عشرة، قررت الالتحاق بالمدرسة، فاضطُرَّت لسرقة خاتم والدتها لتزوير موافقتها، ونجحت في الانضمام إلى المدرسة السنية للبنات، حيث تخرجت بتفوق عام 1903م. بعد أن حصلت على شهادة قسم المعلمات عام 1906م، عملت معلمةً في مدرسة عباس الابتدائية للبنات، لكنها صُدمت عندما اكتشفت أن راتبها نصف راتب زملائها. فقررت أن تدرس للحصول على شهادة البكالوريا، وأصبحت أول فتاة مصرية تحصل عليها عام 1907م. بدأت في كتابة مقالات تتناول قضايا التعليم وتربية الفتاة، وألفت كتبًا ضمَّت أفكارها وآراءها. كانت أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، حيث بذلت جهودًا كبيرة لنشر تعليم الفتيات. أسست مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم ‘الفتاة’، وشاركت في مؤتمرات تربوية ونسائية متعددة. تُوفيت عام 1951م، تاركةً وراءها إرثًا ثقافيًا وتعليميًا عظيمًا.