يتناول كتاب ‘الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة’ قصة أول انقلاب دستوري في التاريخ العثماني، الذي حدث عام 1908، حيث نجحت مجموعة من المثقفين والناشطين في إجبار السلطان العثماني على إعادة العمل بالدستور بعد عقود من الحكم الاستبدادي. يحكي المؤلف، روحي الخالدي، عن تفاصيل هذا التحول التاريخي، وكيف تمكَّن الانقلابيون من إحداث تغيير سياسي جذري دون إراقة دماء. يعرض الكتاب توثيقًا دقيقًا لهذه الفترة الحاسمة في تاريخ الدولة العثمانية، ويقدِّم للقارئ رؤية عميقة عن الفكر الإصلاحي الذي قاد إلى هذا الإنجاز الكبير.
Circa l’autore
روحي الخالدي هو باحث ومؤرخ فلسطيني بارز، يُعتبر رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وُلد محمد روحي الخالدي في القدس عام 1864 لعائلة ذات خلفية قضائية، حيث تلقى تعليمه في القدس ثم درس في لبنان وتركيا. في عام 1887، التحق بالمكتب الملكي السلطاني في الأستانة لدراسة الإدارة والعلوم السياسية، وتخرج عام 1893. بعد العودة إلى القدس، بدأ بالتدريس، لكنه سافر مرة أخرى إلى تركيا ثم إلى باريس لدراسة فلسفة العلوم الإسلامية. كان الخالدي يجيد العربية والتركية والفرنسية، وشارك في مؤتمر المستشرقين في باريس عام 1897. عُين قنصلًا عامًا في بوردو عام 1898، وكتب مقالات معرفية في مجلة ‘الهلال’ مستخدمًا اسم ‘المقدسي’ لتجنب التعرف عليه. شارك في الانقلاب الدستوري عام 1908 كعضو مؤسس في جمعية ‘الاتحاد والترقي’. عاد إلى القدس وانتخب نائبًا عن المدينة في مجلس النواب العثماني، لكنه توفي عام 1913 متأثرًا بمرض التيفوئيد، ودُفن في الأستانة. خلف وراءه مؤلفات مهمة، منها ‘أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة’ و’الكيمياء عند العرب’، إلى جانب مقالات تاريخية جمع بعضها في كتاب بعنوان ‘تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوجو’.