في كتابه الشيق، يغوص سلامة موسى في أعماق الأدب الإنجليزي الحديث ونقده، مستعرضًا الفترة التاريخية التي انتقلت خلالها بريطانيا من العصر الفيكتوري، الذي وصفه بالجمود، إلى عصر الحداثة الذي يراه عصر الثورة والتجديد. يكشف موسى كيف تفاعل الأدب الإنجليزي مع الواقع الاجتماعي، مشتبكًا به بطريقة لم تشهدها الأدبيات الأخرى، مدعومًا بالفلسفة البراجماتية النفعية التي سادت بين الفلاسفة الإنجليز والتي أثرت تأثيرًا مباشرًا في النهضة الأدبية والنقدية، على خلفية الثورة الصناعية والازدهار الاقتصادي الذي شهدته بريطانيا في ذلك الوقت. هذا الكتاب يعد دعوة لاكتشاف كيف أن الأدب ليس مجرد مرآة للواقع، بل هو قوة فاعلة في تشكيل وتغيير الواقع نفسه.
Circa l’autore
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.