في كتابه الرائع، يبدأ سلامة موسى بتصدير رمزي يعتمد على قصة ‘التسامح’ للكاتب الأميركي الهولندي هندريك ويليم فان لون، الذي يستعرض من خلالها صراع الإنسان بين الجهل والحرية، والعلم والقيد. يستكمل موسى الحديث من حيث توقف هندريك، مؤكدًا على أن حرية الفكر تعني الجرأة على البوح بالأفكار وتحويلها إلى واقع ملموس. ينقلنا الكتاب عبر رحلة تاريخية تشمل تتبع تطور حرية الفكر، مرصدًا كيف أن القيود بدأت بظهور التابو، الذي شكّل الحواجز الأولى أمام تحرر الإنسان. ومن خلال استعراض تاريخي يمر بالعصور القديمة، العصر المسيحي والإسلامي، وصولاً إلى العصر الحديث، يكشف موسى أن الدين بريء من الاضطهاد الذي غالباً ما ينشأ من سوء استخدام السلطات له، أو من المجتمع الذي يميل إلى التمسك بالمألوف دون الابتكار أو التجريب.
Circa l’autore
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.