هل تتساءل عن أصل الكثير من الشخصيات التي تُحيط بك اليوم؟ هل تريد فهم دوافع سلوكِهم وَغرائزِهم؟ إنّ كتاب ‘الطّباع’ لـ ‘ثيوفراسط’، تلميذ أرسطو النّجيب، يُقدّم لنا نافذةً على عالمِ الطّباع البشرية منذ أكثر من ألفَيْ عام، ليكشف لنا أنّ الطّبيعة البشرية لا تتغيّرُ كثيرًا بِمرور الزّمن. وَفي ثلاثين لوحةً ساحرةً، يَرسم لنا ‘ثيوفراسط’ بِدقّةٍ وَسُخريةٍ ‘أنماطًا متنوّعةً مِن الطّباعِ البشرية’ التي كانت سائدةً في عصرِه، من ‘المُتسلّطِ’ إلى ‘البخيل’ إلى ‘الجبان’ إلى ‘المُغرور’. وَلا يُقدّم لنا الكتابُ مجردَ ‘وصفٍ سطحّيٍّ’ لِلطّباع، بل يَغوصُ في ‘أَعماقِ النّفسِ البشرية’، مُحلّلاً دوافعَها وَسلوكياتِها بِنظرةٍ فلسفيةٍ وَأَخلاقيةٍ عميقة. وَيُشكّلُ الكتابُ مصدرَ إلهامٍ لِلأُدباء وَالكُتّاب، حيث يمكنُ أن يَستَمدّوا منهُ ‘أفكارًا وَشَخصياتٍ لِأعمالِهم الكوميدية وَالسّاخرة’.
Circa l’autore
كان ‘ثيوفراسط’ (371-287 ق.م.) فيلسوفًا وَعالمًا يونانيًا مُهمًّا، وَتلميذًا مُقرّبًا مِن ‘أَرسطو’. اشتهرَ بِدراساتِه في مُختلفِ مجالاتِ العلم وَالمَعرفة، من النّباتات إلى الفلسفة إلى الأَدب. وَيُعدّ كتابُه ‘الطّباع’ من أشهرِ أعمالهِ، وَالذي لا يزال يُدرّس وَيُقرأ في مُختلفِ أنحاءِ العالم حتّى يومنا هذا.