يكمن في عجائب الحياة سرٌّ لا يُفكَّ حتى يصل الإنسان إلى مفهوم التنوع والتحديات التي تعترضه في رحلته. إنها مسارات وتقاطعات, حيث لا يختار الإنسان دخول هذا العالم أو مغادرته. يسلط الضوء على سبيل الحياة وتداخلاته في الزمان والمكان, حيث يحسب للإنسان الحرية في بعض الأمور ويترتب عليه الاختيار في بعضها الآخر. يستعرض المازني في هذا الكتاب رحلة الإنسان في الوجود, يتناول اختياراته الجوهرية مثل الأسرة واللغة والدين, بينما يتعامل مع قراراته اليومية بين الخير والشر, العدل والظلم, الكفاح والكسل. يتجسد في أسلوب النثر الرائع الذي يمتاز به المازني, يعبّر فيه عن تأملاته وتجاربه الإنسانية بشكل مثير وجذاب, ينسج كلماته بشكل فني يجسد الأفكار والمشاعر بتفرّد.
Mengenai Pengarang
إبراهيم عبد القادر المازني, الشاعر والروائي والناقد والكاتب المصري, يتألق كواحد من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. وُلد في القاهرة عام 1890, وترجع أصوله إلى قرية ‘كوم مازن’ بالمنوفية. بعد تخرجه من مدرسة المعلمين في عام 1909, انخرط في الصحافة, عمل في عدة صحف بارزة, وشارك في تأسيس ‘مدرسة الديوان’ مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكري, مقدمة مفاهيم جديدة. كتب الشعر في بداية حياته الأدبية ولكنه اتجه للكتابة النثرية مقدمًا مقالات وقصصًا وروايات. كان ناقدًا متميزًا ومترجمًا بارعًا, وتميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والفكاهة. تأثر بالمدرسة الإنجليزية في الأدب وقراءاته الواسعة في الفلسفة والأدب العربي والإنجليزي أكسبته عمقًا وسلاسة في الكتابة. رحل عنا في أغسطس 1949, تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا.