كانت لحظة جلوسي إلى ‘صندوق الدنيا’ بمثابة رحلة فريدة أدخلتني إلى أعماق الحياة وأفقها, حتى أصبحت أحمل هذا الصندوق الثقيل على ظهري, أتجوب به الدنيا, أجمع لوحاتها وصور الحياة فيها. أصبحت مستعدًا لاستقبال أطفال الحياة الكبار, وأعرض لهم تلك الصور بأمل أن يستوقفوني ويتفاعلوا مع هذا العرض الذي يعكس جماليات الوجود. كما كان ‘صندوق الدنيا’ في الماضي يشكل بريد ‘الفانوس السحري’ وشريط ‘السينما’, فأتمنى أن يكون هذا الصندوق الذي أقدمه الآن في عالم الأدب تمهيدًا لتجربة قوية ومثيرة بما هو أقوى وأكمل وأكثر اكتمالًا.
Mengenai Pengarang
إبراهيم عبد القادر المازني, الشاعر والروائي والناقد والكاتب المصري, يتألق كواحد من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث. وُلد في القاهرة عام 1890, وترجع أصوله إلى قرية ‘كوم مازن’ بالمنوفية. بعد تخرجه من مدرسة المعلمين في عام 1909, انخرط في الصحافة, عمل في عدة صحف بارزة, وشارك في تأسيس ‘مدرسة الديوان’ مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكري, مقدمة مفاهيم جديدة. كتب الشعر في بداية حياته الأدبية ولكنه اتجه للكتابة النثرية مقدمًا مقالات وقصصًا وروايات. كان ناقدًا متميزًا ومترجمًا بارعًا, وتميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والفكاهة. تأثر بالمدرسة الإنجليزية في الأدب وقراءاته الواسعة في الفلسفة والأدب العربي والإنجليزي أكسبته عمقًا وسلاسة في الكتابة. رحل عنا في أغسطس 1949, تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومتنوعًا.