غالبا ما تتسم رسائل الأدباء بالبساطة والتلقائية والصدق، وهي السمات التي قد لا تتوافر في سيرهم الذاتية، إذ يعمد الكاتب من خلال سيرته المكتوبة إلى تصدير الصورة التي يريد إلى قارئه، أما حينما يبوح إلى صديق من خلال رسالة فالأمر يصبح شخصيا وسريا تماما، يصبح شبيها بالتعري في غرفة تخصك بعيدا عن أعين الرقباء والمتطفلين .
لقد أدرك هيمنجواي الفرق بين كتابة الأديب عن ذاته وتعريته لذاته في اليوميات والرسائل، فثمة فارق بين أن يكتب عن نفسه كما في ‘وليمة متنقلة’، أو أن يبوح بمكنون النفس في رسالة لصديق أو حبيبة، فكان حريصا على أن تبقى خاصة بينه وبين المرسل إليه، لذا اعتاد أن ينهي رسائله لأمه بقوله ‘لا تقرئي هذا الكلام على أي شخص’، وفي رسالة أخرى كتب لها عن صحفية تعد مقالا عن فترة شبابه، وهدّد الأم إن تعاونت معها ‘أظن، سيكون موقفا سيئا جدا، أن أتوقف عن مواصلة المساهمة في تأمين حاجياتك في حالة نشرهم لمقالة من هذا النوع دون موافقتي’.
Mengenai Pengarang
إرنست هيمنجواي كاتب أمريكي يعد من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكيين.كتب الروايات والقصص القصيرة. لقب ب ‘بابا’. غلبت عليه النظرة السوداوية للعالم في البداية، إلا أنه عاد ليجدد أفكاره فعمل على تمجيد القوة النفسية لعقل الإنسان في رواياته، غالبا ما تصور أعماله هذه القوة وهي تتحدى القوى الطبيعية الأخرى في صراع ثنائي وفي جو من العزلة والانطوائية.شارك في الحرب العالمية الأولى والثانيه حيث خدم على سفينه حربيه أمريكيه كانت مهمتها إغراق الغواصات الألمانية, وحصل في كل منهما على أوسمة حيث أثرت الحرب في كتابات هيمنجواى وروايته.