‘هَل أَنتَ صَنيعةُ ظُروفِكَ أَمْ صانِعُها؟
لم يَكُن اكتِئابُه بِسَببِ اللَّيلَةِ السَّيِّئَة وحَسْبُ، لقد راسَلَته زَوجَتُه قائِلَةً إنَّها لن تَعودَ إلى ريو دي چانيرو، لقد استَنزَفَتْها حياةُ الأَمواتِ هَذِه، لم تَعُدْ تَقبَلُ بالنَّومِ مَع رَجُلٍ يَعُدُّ سِلاحَهُ امتدادًا لجَسَدِه، رَجُلٌ لا يَرتاحُ بالُه، قاتِلٌ، لم تَعُدْ تَرغَبُ في الاستيقاظِ فَزَعًا من أَصواتِ العالَمِ، ذلك التَّقرُّحُ غَيرُ القابِلِ للعِلاجِ الَّذي أَصابَها كانَ بِسَبَبِ جَهلِها بِمَصيرِ زَوجِها في نِهايَةِ كُلِّ يَومٍ، عَزَلَها غِيابُ شُعورِها بالأَمانِ أَثناءَ مَشيِها في الشَّارِعِ دونَ أَيِّ راحَةِ بالٍ، كَونُها زَوْجَةَ ضابِطِ شُرطَةٍ صَعَّبَ عَلَيها صُنعَ صَداقاتٍ، أمضت حياتَها حَبيسَةَ المَنزِلِ، وإِنْ أكثَرَت من الشَّكوى نالَت ضَربًا…
وفَكَّرَ أَنَّ كَونَهُ ضابِطَ شُرطَةٍ أَفضلَ مِن التَّعامُلِ مَعَ السُّكارَى في الحاناتِ، عَلِمَ هَذا عَن الخِبرَةِ السابِقَةِ؛ إِذْ كانَ يَعمَلُ في إِحدى حاناتِ وَسطِ المَدينَةِ قَبلَ أَنْ يَلتَحِقَ بالسِّلكِ الشُّرَطيِّ.
‘
Mengenai Pengarang
‘(1958- …)
وُلِد في الأحياء العشوائيَّة البرازيليَّة، حيث ترعرع وعمل أنثروبولوچيا هناك؛ ممَّا منحه الفهم العميق لثقافة العشوائيَّات وطُرُقها. بالإضافة إلي كونة شاعِرًا وروائيًّا وسناريست يشيد به كحكَّاء رائع. روايته ”مدينة الرب” التي تحوَّلَت إلى فيلم بنفس الاسم استقبلت آراء نقديَّة إيجابية لمعالجته الذَّكِيَّة للقضايا والحَبكَة وبُعد النظر. نشر مركز المحروسة روايته ”مدينة الرب” عام 2019.
‘