في ‘التصوف والمتصوفة’، يأخذنا عبد الله حسين في رحلة عميقة إلى عالم التصوف، مستعرضًا الأبعاد الروحية والفكرية لهذه العقيدة التي تمزج بين الهيبة والأُنس، وبين العشق والخشوع. عبر صفحات هذا الكتاب، يُقدِّم حسين رؤية متكاملة لفلسفة الصوفية، التي تتخطى الحدود التقليدية للتقرب من الله. يبدأ الكتاب بمقاربة فلسفية لأسس التصوف، كما يروي لنا جلال الدين الرومي كيف أن العقيدة الصوفية تدعو إلى إدراك حقيقي للذات الإلهية من خلال إنكار الذات والتوحد مع العالم. في هذا السياق، يتناول حسين مفهوم العشق الإلهي وكيف يتحول إلى عبادة حقيقية لا تعتمد على الأوامر بل على الحب والتفاني. يستعرض الكتاب أيضًا كيف أن الصوفية تقدم للعالم نورانيًّا يتيح للروح أن تقترب من الله، وكيف أن هناك تباينًا في الآراء حول عقائد ومناهج الصوفية. ورغم الاختلافات، يظل التصوف قَبسًا روحانيًا مهمًا في التراث الإسلامي، ويتيح لنا حسين فرصة استكشاف جوانب هذا الفكر الغني والمثير.
Mengenai Pengarang
عبد الله حسين كان محاميًا وصحفيًا ومؤرخًا بارزًا، وُلِد في القاهرة لعائلة من بني عديات بمنفلوط. تلقى تعليمه الأولي في مكتب البارودي لتعليم القرآن، ثم واصل دراسته في مدارس فكتوريا والجمعية الخيرية الإسلامية والشيخ صالح أبي حديد، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وحصل على الدكتوراه من مدرسة الحقوق الفرنسية، بالإضافة إلى دبلومات من معاهد إيطالية وألمانية. كان يجيد عدة لغات منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية. شغل عضوية اللجنة الاستشارية العليا للتعاون وشارك في البعثة المصرية للسودان، وأسّس عدة جمعيات منها جمعية نهضة القرى وجمعية الشبيبة المصرية. عمل محررًا بجريدة الأهرام وأستاذًا في الجامعة الأمريكية. خلال مسيرته، قابل العديد من الشخصيات البارزة مثل سعد زغلول ولويد جورج وموسيليني. توفي في 31 ديسمبر 1943 بعد حادث سيارة.