عجايب الآثار في التراجم والأخبار، الجزء الثالث: لقد قمت بتدوين أحداث أواخر القرن الثاني عشر الهجري وبدايات القرن الثالث عشر، حيث جمعت فيها بعض الوقائع بشكل إجمالي وأخرى بشكل تفصيلي. معظم هذه الأحداث كانت محنًا عايشناها وشهدناها، بالإضافة إلى بعض الأحداث التي سمعتها من الشيوخ. كما أضفت تراجم لبعض الأعيان المشهورين من العلماء والأمراء، مع ذكر لمحات من أخبارهم وأحوالهم وتواريخ مواليدهم ووفياتهم. رغبت في جمع هذه المعلومات وتنسيقها في أوراق مرتبة حسب السنين، لتكون مرجعًا سهلًا للباحثين ليستفيدوا منها.
Mengenai Pengarang
عبد الرحمن الجبرتي، أحد كبار المؤرخين في التاريخ العربي والإسلامي، عاصر الحملة الفرنسية على مصر ودَوَّن وقائعها في كتابه الشهير ‘عجائب الآثار في التراجم والأخبار’، الذي يُعد مرجعًا هامًا لتلك الفترة. وُلد عام 1754م في بيت علم ودين، حيث كان والده من أعلام الأزهر الشريف. حفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة، وورث عن أبيه ثروة كبيرة ساعدته في تحصيل العلم والترحال. تنقل في أنحاء مصر واتصل بعلماء عصره، مما أكسبه معرفة موسوعية. عند قدوم الحملة الفرنسية، بدأ في تسجيل أحداثها بدقة، مشيرًا إلى الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنظيمية للجيش الفرنسي. بعد جلاء الحملة، عارض محمد علي باشا ورفض كتابة كتاب في مدحه، مما أدى إلى مقتل ابنه، فظل يبكيه حتى فقد بصره وتوفي بعد ثلاث سنوات.