من بين كل الحركات الفنية التي شهدها القرن العشرين، لا شك أن الدَّادائية والسِّريالية تبرزان بشكل خاص بسبب غرابتهما وتأثيرهما. فهاتان الحركتان الطليعيتين لم تكتفِ بإنتاج فنٍّ وشِعْر، بل خلقتا عالمًا جديدًا من الخيال والتحرر والتمرد. وقد ساهم في هذا الإبداع شخصياتٌ عظيمةٌ مثل أندريه بريتون ومارسيل دوشامب وماكس إرنست وجون هارتفيلد وخوان ميرو وسلفادور دالي، الذين استخدموا اللاعقلانية والفكاهة والاستفزاز كأسلحة لمواجهة الواقع والمجتمع. وإذا كانت الدَّادائية تمثل الانفجار الفوضوي والصِدامي للفنِّ، فإن السِّريالية تمثل الانغماس في الغرابة والعجائبية للفنِّ، وكلاهما يركزان على موضوعات الجنس والهُوِيَّة والفتيشية والصدمة. يدعونا هذا الكتاب من سلسلة «مشاهدات أدبية» إلى استكشاف تاريخ وسمات وتأثير الدَّادائية والسِّريالية على الفنِّ المُعاصِر، ويعرض لنا كيف أن هاتين الحركتين الفنيتين قد غيَّرتا مفهوم الفنِّ والحياة إلى الأبد.
Mengenai Pengarang
أستاذ بقسم تاريخ الفن بجامعة جلاسجو، مؤلف ‘ما بعد الفن الحديث: 1945-2000’.