في كتابه «اللغة العربية في أوروبا»، يأخذنا فيليب دي طرازي في رحلة تاريخية مدهشة تكشف النقاب عن كيفية انتشار اللغة العربية وتأثيرها العميق في القارة الأوروبية منذ القرن العاشر الميلادي. يكشف الكتاب عن الشغف الذي أبداه ملوك وأمراء أوروبا بجمع المخطوطات العربية، وكيف أصبحت المكتبات العربية مركزًا للمعرفة في قلب أوروبا. من خلال استعراض هذا الاهتمام الاستثنائي، يُظهر دي طرازي كيف أسهم الفلاسفة المسلمون في إغناء الفكر الأوروبي، مما يبرز دور اللغة العربية كحلقة وصل بين الثقافات. هذا الكتاب ليس مجرد دراسة تاريخية، بل هو نافذة على التفاعل الإنساني والثقافي الذي شكّل هوية أوروبا.
Mengenai Pengarang
فيليب دي طرّازي مؤرخ وأديب لبناني بارز وُلِد في مايو عام 1865 في بيروت، لأسرة سريانية مسيحية. تعلّم في المدرسة البطريركية وكلية الآباء اليسوعيين، حيث اكتسب معرفة متعددة في اللغات والعلوم. رغم عمله في التجارة، كانت لديه رغبة قوية في العلم والتاريخ. أسس فيليب دار الكتب الوطنية في بيروت عام 1922، وكانت من كبرى المكتبات في لبنان، حيث جمع فيها مجموعة ضخمة من الكتب والمجلات. كان له دور بارز في تأسيس وتوثيق تاريخ الصحافة العربية، وكتب العديد من المؤلفات القيمة مثل ‘تاريخ الدولة المصرية في عهد السلالة المحمدية العلوية’ و’تاريخ الصحافة العربية’. بجانب التأليف، كان له اهتمامات شعرية، وأصدر ديوانَيْ ‘نفحة الطيب’ و’قرة العين’. كما كان عضوًا في مجمعات علمية عديدة في العالم العربي وأوروبا. رغم فقدانه للبصر في آخر حياته، استمر في عمله حتى وفاته في أغسطس 1956، تاركًا إرثًا أدبيًا وتاريخيًا غنيًا يُحتفى به حتى اليوم.