في كتابها الهامّ ‘الثقافة والكرامة’، تُقدّم لنا عالمة الأنثروبولوجيا البارزة ‘لورا نادر’ دراسةً مُعمّقةً ونقديةً لِلعلاقةِ المُعقّدةِ بين الشرق والغرب. وبِدل أن تُكرّس الصورةَ النمطيةَ لِـ ‘صراعِ الحضارات’، تَغُوص نادر في أعماق التاريخ والثقافة لِفهمِ جذورِ هذه العلاقة المُلتبسة. وتُوظّف نادر منهجًا إثنوغرافيًا دقيقًا يستندُ إلى وثائقَ تاريخيةٍ ونصوصٍ أدبيةٍ عربيةٍ وغربيةٍ، مُحلّلةً تصوّراتِ كلٍّ من الشرق والغرب لِلآخَر، وكاشفةً عن الافتراضاتِ الخاطئةِ والصورِ المنمطيةِ التي شوّهت هذه العلاقة على مرّ القرون. ولا تَكتفي نادر بِتشخيصِ المشكلة، بل تَدعو إلى ‘تأمّلِ الذات’ كَطريقٍ لفهمِ الدورِ الذي يلعبه كلٌّ منّا في صياغة هذه العلاقة. وتُلقي نادر بِضوئها على أوجهِ التشابهِ بين ‘الأصوليات’ في الشرق والغرب، سواءً أكانت دينيةً أم سياسيةً أم اقتصادية، مُشدّدةً على أهميةِ ‘الكرامة’ كَقيمةٍ إنسانيةٍ أساسيةٍ يجب أن تُشكّلَ الأساسَ لِبناءِ علاقةٍ أكثر عدالةً وتسامحًا بين شعوبِ العالم.
Mengenai Pengarang
تُعدّ ‘لورا نادر’ (مواليد 1930) أستاذةً فخريةً للأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. وهي من أبرز الأسماء في مجالِ الأنثروبولوجيا النقدية، التي تَسعى إلى فهمِ العلاقة بين القوة والمعرفة والثقافة. وقد كرّست نادر مسيرتَها البحثية لِدراسةِ مواضيعَ مُتنوعةٍ كَالهوية، وَالعنف، والاستعمار، وَالعولمة، مُركّزةً على منطقةِ الشرق الأوسط وَالعالم العربيّ.