في كتاب ‘الفاروق عمر’، يواصل محمد حسين هيكل سبر أغوار التاريخ الإسلامي من خلال تسليط الضوء على شخصية عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني الذي كان له بصمة واضحة في تاريخ الإسلام. يبدأ هيكل بتقديم عمر قبل إسلامه، مرورًا بتحولاته الروحية والفكرية التي قادته لاعتناق الدين الجديد، ثم توليه زمام الأمور بعد وفاة أبو بكر الصديق. خلال عقد من الزمان، قاد عمر الخلافة الإسلامية نحو آفاق جديدة من الانتصارات والتوسعات التي شملت مناطق شاسعة من العراق إلى مصر ومن الشام إلى فارس، بل وصولاً إلى الصين وأفريقيا. يقدم الكتاب استعراضًا للإنجازات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحققت تحت راية عمر، مشيرًا إلى كيف أسهمت رؤيته في إحلال الاستقرار وتعزيز مقومات الدولة. هذا العمل يعد دعوة لفهم أعمق لتأثير هذه الشخصية التاريخية العظيمة ودورها في صياغة مسار التاريخ الإسلامي.
Mengenai Pengarang
محمد حسين هيكل، شخصية أدبية وسياسية مصرية بارزة، وُلِد في 1888 في محافظة الدقهلية، مصر. تتلمذ في مدارس الجمالية والخديوية وتخرج من مدرسة الحقوق المصرية. درس القانون في فرنسا، حيث حصل على درجة الدكتوراه. بعد عودته لمصر في 1912، انخرط في الصحافة ثم الأكاديمية، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي. شغل مناصب بارزة مثل رئيس تحرير جريدة ‘السياسة’، رئيس لحزب الأحرار الدستوريين، وزير المعارف والشئون الاجتماعية، ورئيس مجلس الشيوخ. مؤلفاته في الأدب والتاريخ، مثل ‘حياة محمد’، قدمت مساهمات فكرية معتبرة، مُعززة بنظرة نقدية للحضارة الغربية التي عايش أفولها خلال الحروب العالمية والاستعمار. توفي هيكل في 1956، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا ومؤثرًا.