في كتابه ‘أقوالنا وأفعالنا’، يغوص محمد كرد علي في أعماق التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها المجتمعات العربية في منتصف القرن العشرين، مُسلطًا الضوء على العادات والتقاليد التي كانت عائقًا أمام التقدم. يعبر الكاتب عن إيمانه بأن الأدب ليس مجرد تعبير عن الأفكار، بل هو أداة فعالة لإصلاح المجتمع. من خلال مقارنته بين العادات العربية وتلك الأروبية، يتناول قضايا ملحة مثل حقوق المرأة، الوحدة العربية، والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، داعيًا إلى الاستفادة من التجارب الناجحة في العالم لتحقيق التغيير الإيجابي.
Mengenai Pengarang
محمد كرد علي هو مفكر وأديب سوري عُرف بدفاعه المستمر عن اللغة العربية وضرورة تعزيزها في التعليم. وُلِد في دمشق عام 1876م لأب كردي وأم شركسية، وتلقى تعليمه التقليدي حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة في الكُتَّاب، ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدارس دمشق. تأثر بالعديد من العلماء ودرس الأدب واللغة والبلاغة والتاريخ، مما أتاح له بناء ثقافة موسوعية. توفي والده عندما كان في الثانية عشرة، فبدأ العمل ككاتب في السابعة عشرة. عمل في تحرير جريدة ‘الشام’ الحكومية، ثم انتقل إلى مصر حيث تولى رئاسة تحرير جريدة ‘الرائد المصري’. عاد إلى دمشق بعد فترة قصيرة بسبب وباء الطاعون، ثم عاد إلى مصر ليؤسس مجلة ‘المقتبس’ ويحرر جريدة ‘الظاهر’ و’المؤيد’. ألف العديد من الكتب التي تحتفي بالحضارة العربية، وترجم بعض الأعمال عن الفرنسية. أسس أول مجمع للغة العربية في دمشق عام 1919م، وظل رئيسًا له حتى وفاته في 1953م، حيث دُفن بجوار قبر معاوية بن أبي سفيان.