على الرغم من قلة إنتاجه الأدبي وعدم اهتمامه بنشر قصائده, إلا أن الشاعر إسماعيل صبري ترك بصمة واضحة في تراثنا الأدبي والشعري بفضل أشعاره الرقيقة والشديدة العاطفة. كانت أشعاره تعكس أسلوب مدرسة ‘الإحياء والبعث’ الأدبية التي كانت إحدى روادها العظماء. كان شعره سهل اللفظ, يحمل الكثير من الموسيقى اللفظية, وقد غنى به كبار مطربي عصره. الغريب في الأمر هو أن صبري كان يعمل في سلك القضاء وتدرج فيه حتى وصل إلى منصب وكيل وزارة الحقانية (العدل), وهو عمل جاد ومرهق يصعب أن ينتج المرء خلال امتهانه شعرًا رقيقًا, ولكن كانت لموهبته رأي آخر. يقدم لنا الناقد محمد مندور في هذا الكتاب محاضرات شيقة تفصل في حياة شيخ الشعراء إسماعيل صبري وتكشف عن جوانب مختلفة من إبداعه وتأثيره في عالم الشعر العربي.
Mengenai Pengarang
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.