في كتابه ‘محمد علي الكبير’، يأخذنا محمد شفيق غربال في رحلة تاريخية مثيرة لاستكشاف شخصية والي مصر الذي غيّر مجرى تاريخ البلاد. يُعتبر محمد علي رمزًا للإصلاح والنهضة، حيث لم يكتفِ بإدارة الحكم، بل سعى إلى تحويل مصر من حالة السكون إلى ديناميكية الحركة والنمو. يتناول الكتاب فكر محمد علي الاستراتيجي، ويستعرض إصلاحاته في مجالات الإدارة والاقتصاد والتعليم والصحة، مُبرزًا جهوده في تقوية الجيش المصري وتحقيق استقلالية البلاد. بعبقريةٍ فريدة، يُسلط الغربال الضوء على كيفية رؤية محمد علي لمصر وأهلها، وحرصه على رفعتهم دون أن يُفكر في مجده الشخصي، ليُظهر لنا كيف يمكن للقادة العظماء أن يُلهموا شعوبهم ويقودوها نحو مستقبل مشرق.
Mengenai Pengarang
محمد شفيق غربال مؤرخ مصري بارز، يُعتبر رائدًا في مجال الدراسات التاريخية وأول من أسس مدرسة تاريخية لدراسة تاريخ مصر الحديث. وُلد في الإسكندرية عام 1894م، حيث تلقى تعليمه الأساسي والثانوي، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة التاريخ في مدرسة المعلمين العليا، وتخرج منها عام 1915م. أُوفد إلى إنجلترا خلال الحرب العالمية الأولى، وحصل على بكاليوس التاريخ الحديث من جامعة ليفربول عام 1919م، ثم نال الماجستير من جامعة لندن عام 1924م عن رسالته ‘بداية المسألة المصرية وظهور محمد علي’، بإشراف المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي. بعد عودته إلى مصر، عُين مدرسًا للتاريخ، وتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أول مصري يتولى كرسي الأستاذية في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1936م. تولى لاحقًا منصب وكيل الكلية ثم عميدًا لها، وأسهم في إنشاء الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والمتحف المصري. ترك غربال مجموعة من المؤلفات القيمة مثل ‘بداية المسألة المصرية وظهور محمد علي’ و’محمد علي الكبير’، بالإضافة إلى تحقيقه لمخطوطات ودراساته حول العوامل التاريخية في بناء الأمة العربية. حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، واختير لعضوية لجنة من المؤرخين لتكون مستشارين لليونسكو. توفي عام 1961م في القاهرة إثر مرض ألم به، تاركًا وراءه إرثًا علميًا بارزًا.