تلك الاختبارات وهل نتمكن من التصرف بشكل صحيح ام اننا نهرب من مسئوليتنا.
هكذا هو الأمر حين يكون الانسان على قدر من العلم والثقافة فيستغل علمه وخبراته في الاطاحة برأس بريء ومطاردته باتهامات تنال من شرفه وعرضه. ربما يكون غالبية الناس كذلك.
ولكن في ذات الوقت يختار الله من يقف امام طغيان هؤلاء الذين يستغلون علمهم وخبراتهم في الضلال، معتقدين انهم ينتصرون للحق وهم في ظاهر الأمر يعينون على الظلم دون غضاضة تؤرق مضاجعهم.
ومن يختاره الله لهذه المهمة يفهم جيدا أنه يتعامل مع طغيان وظلم وأن دورهم لا يقتصر على كشف هؤلاء الظالمون أو هزيمة الشر الذي يلقونه في دروب الحياة.
وربما يشاء القدر ايضا أن يجدوا انفسهم في خضم معركة أكبر، ليس لحماية من استجار بهم فحسب ، بل لحماية نفس مظلومة وروح مقهورة ووطن يستباح بلا رحمة.
هؤلاء رُسُل العدالة لإحقاق الحق ورفع الظلم، هؤلاء جيش الوطن الأسود، ميدانهم أروقة المحاكم، وسلاحهم الكلمة والقلم، ودروعهم رداء المحاماة الأسود.
هؤلاء المختارون بعناية لأداء رسالة واحدة هي نصرة الحق أيًا ما كان الميدان الذي يحاربون فيه أو الأرض التي يقاتلون عليها أو العدو الذي يتربص بهم.