في كتابه الفكري الرائد، يستكشف سلامة موسى أبعاد الشخصية الإنسانية وكيفية تطورها في مجتمع يواجه تحديات اجتماعية كبيرة. يتناول موسى، بأسلوبه العميق والواضح، مفهوم الشخصية وقيمتها، موضحًا الطرق التي يمكن بها تكوين شخصية ناجعة ومؤثرة، خصوصًا في ظل العوائق الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المصري. يركز على أهمية الفردية والعلموية والتقدم التقني، ويعتبر أن التطور الخطي للتاريخ يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الشخصية الفعالة التي تنتقل من حياة القرية إلى المدينة، ومن الزراعة إلى الصناعة، ومن العلاقات التراحمية إلى العلاقات التعاقدية. يقدم موسى من خلال هذا العمل رؤية مثالية للشخصية، مقارنًا بين القيم المعيارية للحداثة الغربية والتقاليد الاجتماعية المصرية، في محاولة لتأسيس نظرة معاصرة تعزز من قدرة الفرد على التكيف النفسي والاجتماعي.
Mengenai Pengarang
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.