موسوعة مصر القديمة (الجزء السادس عشر) تأخذنا في رحلة عبر الزمن لاستكشاف عهد بطليموس الخامس حتى نهاية عهد بطليموس السابع. كما لو أن المستكشف يعبر مفازة متشعبة تمتد إلى أطرافها، تارةً بجانب وديان ينبعث منها مياه تجدد قواه وتروي عطشه، ثم يتابع رحلته بين الرمال القاحلة والصحاري المالحة. لا يحمل معه إلا ما جمعه من آخر عين غادرها، حتى يصل إلى وادٍ خصب ينعم فيه بالماء والزاد. تقدم هذه الموسوعة نظرة مميزة على عبادة الحيوان في العهود المتأخرة، وتسلط الضوء على الجوانب القليلة المعروفة من هذا الزمان. إن المصادر الأصلية لتلك الفترة تكاد تكون ضئيلة ومتشققة، وقد تكون الأبواب موصدة أمام المستكشف الذي يسعى لفهم تفاصيلها. إن أسرار هذه الحقبة لا تزال تحت تراب مصر، في انتظار الكشف عنها.
Mengenai Pengarang
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‘موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‘عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.