موسوعة مصر القديمة (الجزء التاسع) تأخذنا في رحلة مثيرة عبر نهاية الأسرة الواحدة والعشرين، وحكم دولة اللوبيين لمصر حتى بزوغ عهد الأثيوبيين. تشبه هذه الموسوعة بحث العالِم في أبسط التفاصيل لكنها تستدعي الدهشة والإعجاب كما يفعل السائح الذي يستكشف وديان جميلة تنبعث منها ينابيع المياه وتتراقص الأشجار. تسير قدماً إلى جانبه، تلك الواقعيات القاسية من الصحاري المالحة والرمال القاحلة. لكنه يثاب بلحظات من الراحة والتأمل في أواخر الوادي، حيث يلتقي بحضارات غابرة وتاريخ عريق. هذا هو ما يمثله المؤرخ نفسه، يتابع البحث عن الحقائق المدفونة ويكشف عن الأسرار الضائعة بإخلاص ومثابرة.
Mengenai Pengarang
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‘موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‘عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.