في مؤلفه الفريد، يستكشف أحمد أمين تطور المعاني اللغوية والتاريخية لكلمتي ‘الفتوة’ و’الصعلكة’، مانحًا القارئ رحلة عميقة عبر العصور، من الجاهلية وأوائل الإسلام، مرورًا بالعصور الأموية والعباسية، وصولاً إلى العصر المملوكي. يتعمق الكتاب في شرح كيف تغيرت الدلالات اللفظية لهذه الكلمات عبر الزمان، ويظهر أمين كيف أن هذه الكلمات لم تحتفظ بمعانيها المحددة في التاريخ فقط، بل تمددت لتشمل معاني ودلالات معاصرة، رابطًا بين الأصول التاريخية وتأثيراتها الثقافية والسياسية في القرن العشرين. يعرض الكتاب ببراعة العلاقة بين اللغة والسياقات الاجتماعية، مضيء على كيف تمكنت هذه الكلمات من الحفاظ على حيويتها وصلتها بالهوية والسياسة عبر العصور.
Over de auteur
أحمد أمين، شخصية فكرية بارزة في النصف الأول من القرن العشرين، وُلد في القاهرة عام 1886. تخرج في الأزهر ثم انتقل للتدريس في عدة مدارس قبل أن يتولى منصب مدرس بمدرسة القضاء الشرعي. اشتهر بأعماله الفكرية التي تجمع بين النقد الأدبي والفلسفة والتاريخ، وقد أسهم في تجديد الفكر الإسلامي. اختير لتدريس النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة في 1926، وأصبح عميدًا للكلية لاحقًا. برز من خلال موسوعته عن الحضارة الإسلامية التي شملت ‘فجر الإسلام’ و’ضحى الإسلام’ و’ظهر الإسلام’. توفي عام 1954، تاركًا إرثًا فكريًا ثريًا يُعتبر مرجعًا في الأدب والفلسفة الإسلامية.