في ‘أدباء العرب في العصر العباسي’، يقدم بطرس البستاني دراسة متعمقة لعصر مزدهر من تاريخ الأدب العربي، حيث يسلط الضوء على جوانب الحياة الأدبية في الدولة العباسية من خلال أعمال أدبائها وشعرائهم. يعرض البستاني كيف انعكس الواقع السياسي والاجتماعي والديني على الإنتاج الأدبي، مستعرضاً تأثير العلويين وخلافاتهم، وتوجهات الأدب مثل الشعوبية، وتأثيرها على الثقافات الفرعية. يشتمل الكتاب على تحليل نقدي لآثار أدباء العصر العباسي، مُبرزاً خصائص أدبهم ومساهماتهم في الحياة الثقافية والاجتماعية، مع التفريق بين الأدب العباسي والأدب الأندلسي وتجنب الخلط بينهما. إن هذه الدراسة تُعتبر نافذة تُتيح للقارئ فهم أعمق لعصر حضاري لم يُستكشف بشكل كامل.
Over de auteur
بطرس البستاني هو أديب ومؤرخ موسوعي لبناني، يُلقب بـ ‘المعلم بطرس’، ويُعتبر من أوائل من نادوا بتعليم المرأة وأول من ألّف قاموسًا عربيًا عصريًا مطوَّلًا، مما يجعله أحد الأقطاب البارزين في النهضة العربية الحديثة. وُلِد عام 1819 في قرية الدبّيّة في لبنان لعائلة مارونية، والتحق بمدرسة ‘عين ورقة’ حيث تعلم العديد من اللغات مثل السريانية واللاتينية والإيطالية، بالإضافة إلى دراسته الفلسفة واللاهوت والشرع الكنسي. انتقل إلى بيروت عام 1840، حيث عمل مع المبعوثين الأمريكيين، تعليمهم العربية وترجمة الكتب، وإدارة مطابعهم. عُيّن أستاذًا في مدرسة ‘عبية’ عام 1860، ثم عمل مترجمًا للقنصلية الأمريكية. أسس جريدة ‘نفير سورية’، وهي أول جريدة وطنية تهدف إلى توعية الشعب، وأول مدرسة وطنية استقطبت طلابًا من مختلف الطوائف والمناطق. كانت معرفته موسوعية، حيث ألّف وترجم في مجالات عديدة مثل اللغة والحساب والنحو والأدب، ولديه العديد من الخطب والمقالات. يُعتبر عمله الأبرز ‘دائرة المعارف’، التي نشر منها ستة مجلدات في حياته، بينما تعاون ابنه سليم ونسيبه سليمان على إصدار الخمسة المتبقية. توفي عام 1883، تاركًا إرثًا معرفيًا ضخمًا وذرية استمرت في مسيرة العلم.