في ‘معارك العرب في الأندلس’، يقدم بطرس البستاني سردًا شاملًا لتاريخ الأندلس التي حكمها المسلمون لنحو ثمانية قرون، مُبرزًا الحضارة الرائعة التي أبدعها العرب والتي لا تزال آثارها تدهش الأجيال. يعرض البستاني تفاصيل المعارك التي خاضها الغرب للسيطرة على الأندلس، ويكشف أسباب ضعف الأندلسيين الذين تفككت دولتهم إلى دويلات صغيرة بعد إعلان الوزير أبو الحزم بن جهور انهيار الدولة. معركة غرناطة، آخر معاقل المسلمين، كانت بمثابة النهاية المؤلمة، حيث تركت الدولة المملوكية والعثمانية الأندلس تُسقط دون تدخل فعّال. هذا الكتاب هو رحلة عبر الزمن تسبر أغوار أسباب سقوط مملكة العرب ومركز الإشعاع الحضاري الإسلامي في الغرب.
Over de auteur
بطرس البستاني هو أديب ومؤرخ موسوعي لبناني، يُلقب بـ ‘المعلم بطرس’، ويُعتبر من أوائل من نادوا بتعليم المرأة وأول من ألّف قاموسًا عربيًا عصريًا مطوَّلًا، مما يجعله أحد الأقطاب البارزين في النهضة العربية الحديثة. وُلِد عام 1819 في قرية الدبّيّة في لبنان لعائلة مارونية، والتحق بمدرسة ‘عين ورقة’ حيث تعلم العديد من اللغات مثل السريانية واللاتينية والإيطالية، بالإضافة إلى دراسته الفلسفة واللاهوت والشرع الكنسي. انتقل إلى بيروت عام 1840، حيث عمل مع المبعوثين الأمريكيين، تعليمهم العربية وترجمة الكتب، وإدارة مطابعهم. عُيّن أستاذًا في مدرسة ‘عبية’ عام 1860، ثم عمل مترجمًا للقنصلية الأمريكية. أسس جريدة ‘نفير سورية’، وهي أول جريدة وطنية تهدف إلى توعية الشعب، وأول مدرسة وطنية استقطبت طلابًا من مختلف الطوائف والمناطق. كانت معرفته موسوعية، حيث ألّف وترجم في مجالات عديدة مثل اللغة والحساب والنحو والأدب، ولديه العديد من الخطب والمقالات. يُعتبر عمله الأبرز ‘دائرة المعارف’، التي نشر منها ستة مجلدات في حياته، بينما تعاون ابنه سليم ونسيبه سليمان على إصدار الخمسة المتبقية. توفي عام 1883، تاركًا إرثًا معرفيًا ضخمًا وذرية استمرت في مسيرة العلم.