في كتابه ‘ضروب من الشجاعة’، يَكشف لنا الرئيسُ الأمريكيّ ‘جون ف. كينيدي’ عن مفهومِ ‘الشجاعةِ السياسية’ ، ليس كمجردِ موقفٍ بطوليٍّ، بل كَخيارٍ أخلاقيٍّ صعبٍ يُجسّدُ التزامًا بالمبادئ وَالتضحيةَ بالمصالحِ الشّخصية من أجلِ المصلحةِ العامة. وَيَستعرضُ ‘كينيدي’ في كتابهِ نماذجَ مُلهمةً لِثمانيةٍ من أعضاءِ مجلسِ الشّيوخ الأمريكيّ الذين أَظهروا شجاعةً استثنائيةً في مواجهةِ الضّغوطاتِ وَالتّهديدات، مُدافعين عن مبادئِهم وَمُضحّين بِمَسارِهم السياسيّ من أجل تحقيقِ ما يُؤمنون به. ويُقدّمُ ‘كينيدي’ في هذا الكتابِ رؤيةً عميقةً لِلقيادةِ السياسيةِ الأخلاقية، مُشدّدًا على أهميةِ الشّجاعة وَالنزاهة وَالتّضحية كَصفاتٍ أساسيةٍ لِأيِّ سياسيٍّ يَسعى إلى خدمةِ شعبِه وَبناءِ مجتمعٍ أفضل.
Over de auteur
جون كيندي: رئيسُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ من عامِ ١٩٦١م حتى عامِ ١٩٦٣م، وهو أصغرُ رئيسٍ أمريكيٍّ منتخَب، والرئيسُ الكاثوليكيُّ الوحيد. وُلِدَ جون فيتزجيرالد كينيدي في بروكلين بولايةِ «ماساتشوستس» عامَ ١٩١٧م، لأسرةٍ غنيةٍ أرستقراطيةٍ عميدُها والدُه المليونيرُ الأيرلنديُّ «جوزيف كينيدي»، فعاشَ طفولةً مرفَّهةً للغاية. حصلَ على شهادتِهِ الجامعيةِ من جامعةِ «هارفارد» عامَ ١٩٤٠م، ثم ساهَمَ في الحربِ العالميةِ الثانيةِ معَ الأسطولِ الأمريكيِّ عامَ ١٩٤٣م، وحصلَ بعدَها على وسامِ الشجاعة. بعدَ ذلك عمِلَ مراسِلًا صحفيًّا. ترشَّحَ كيندي للكونجرسِ الأمريكيِّ في عامِ ١٩٤٦م، وفازَ إثرَ مناورةٍ ناجحةٍ من والدِه، وبذلك أصبحَ ممثِّلًا عن ولايةِ «ماساتشوستس» حتى عامِ ١٩٦٠م، ثم خاضَ انتخاباتِ الرئاسةِ الأمريكيةِ ممثِّلًا عَنِ الحزبِ الديمقراطي، حين كانَ عمرُه لا يتجاوزُ الثالثةَ والأربعين، وربِحَ أمامَ منافسِهِ الجمهوريِّ «ريتشارد نيكسون»، ليصبحَ بذلك أصغرَ رئيسٍ منتخَبٍ للولاياتِ المتحدةِ الأمريكية. وقد كانتْ فترةُ تولِّيهِ الرئاسةَ هي أوجُ الحربِ الباردة، فتبنَّى كيندي مواقفَ صلبةً معَ الاتحادِ السوفيتي؛ مما صنعَ له شعبيةً جارفةً في بلادِه. كما مرَّتْ فترةُ حكْمِه بعدةِ أحداثٍ كبرى؛ كأزمةِ الصواريخِ في كوبا، وبناءِ حائطِ برلين، وبداياتِ حربِ فيتنام، والتسابُقِ على السفرِ إلى الفضاء. في عامِ ١٩٦٣م، اغتيلَ جون كيندي حينَ كانَ يزورُ ولايةَ «دالاس» في مَشْهدٍ يُعَدُّ واحدًا من أشهرِ المَشاهِدِ الدراميةِ في القرنِ العشرين، حين كانَ يستقل سيارةً مفتوحة، ومعَه زوجتُهُ «جاكلين كيندي» وحاكِمُ ولايةِ دالاس «جون كونالي»، وأطلقَ عليه أحدُهمُ الرَّصاصَ من بندقيةٍ قنَّاصة، ولم تُعرَفْ تحديدًا الجهةُ الكبرى التي كانت وراءَ هذا الحادث، واستمرَّتِ الشكوكُ والاتهاماتُ لجميعِ الأطرافِ الدوليةِ التي كانتْ ترغبُ في التخلُّصِ منه.