يُبرز هذا الكتاب ببراعة أن التاريخ لا يُخطَّ في صفحاته إلا بعبقرية العظماء، أولئك الذين يمتلكون القدرة على قيادة مسيرة الشرف والمجد. تألِّقت هذه الفكرة بوضوح عندما ألهم كاتبه اللامع بديع الزمان الهمذاني، فقد رصد في هذا العمل الرائع كل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والأدبية التي شهدها عصره. تناول أيضاً ظروف نشوء هذه الشخصية الاستثنائية وتفاصيل آراء الكتّاب حيالها. استخدم الكاتب ببراعة الأثر الأدبي الرائع الذي خلّده الهمذاني من خلال مقاماته ورسائله، كأداة ترجمة لعبقريته. كانت كلماته كمن يجوب محيط الأدب كبحار ماهر يكتشف أعماق تأثير تلك الشخصية على أمواج الأدب. يوضح الكاتب بتميُّز أن العظمة الأدبية لا تعتمد على الكم، بل قد يتجسد تأثير الإنسان في بضع أعمال يترك بها بصمة الاستثنائية والتميُّز.
Over de auteur
مارون عبود: الشخصية الرائدة في النهضة الأدبية الحديثة في لبنان، هو كاتب صحفي وروائي ساخر وقصاص بارع وشاعر يتميز بحيائه. لم يقتصر إبداعه في ميدان الأدب، بل تجلى أيضًا كناقد أبهر نقاده بإجلالهم واحترامهم. يتألق كمؤرخ ومسرحي، ويعد من الزعماء في ميدان الفكر والفن في العصر الحديث. حاز مارون عبود على العديد من الأوسمة، منها وسام المعارف من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية. أثر بإيجابية في المكتبة العربية من خلال مؤلفاته الأدبية والشعرية والنقدية كـ ‘نقدات عابر’، و’تذكار الصبا’، و’زوابع’. ودعته الحياة في عام ١٩٦٢م.