في ديوان ‘پيام مشرق’ (رسالة الشرق)، يقدم الشاعر والفيلسوف محمد إقبال عملاً فنيًا مميزًا يتجاوز حدود الشعر ليكون حوارًا مع العالم الغربي، مستلهمًا من ‘الديوان الغربي’ لجوته. يتناول إقبال في هذا الديوان الحقائق الاجتماعية والأخلاقية التي تشكل جوهر التجربة الإنسانية، مُشيرًا إلى التحديات التي تواجه الشرق في ظل الفوضى الداخلية التي تعصف بالأمم. تتجلى فلسفته الحياتية من خلال الرباعيات الشعرية والقصائد الغنائية التي تجمع بين الحكمة والعاطفة، مما يعكس قضايا مثل التطور الروحاني والهوية. ‘پيام مشرق’ هو دعوة لاستعادة الأمل والكرامة في عالم يفتقر إلى الروح، ويُعتبر تجسيدًا لرؤية شاعر شرقي يسعى للتواصل مع الغرب عبر الأدب والفكر.
Over de auteur
محمد إقبال شاعر ومفكر وفيلسوف بارع، نجح في مزج الفلسفة، التي تُعتبر علمًا جافًا، بالشعر، الفن الراقي الجميل، مما جعله قادرًا على التأثير في عقول ووجدان قرائه. وُلِد عام 1873م في مدينة سيالكوت، إحدى مدن إقليم البنجاب في باكستان الحالية، في أسرة ذات أصول تعود إلى براهمة كشمير. كان والده شخصًا صالحًا ومتصوفًا، وقد أثر في إقبال منذ صغره، حيث نصحه بقراءة القرآن بفهم. بدأ تعليمه على يدي أبيه ثم التحق بالكتّاب لحفظ القرآن، تلاه التحاقه بمدرسة البعثة الأسكوتية حيث كان تحت رعاية صديقه مير حسن، الذي كان أستاذًا في الأدب الفارسي. حصل إقبال على درجة الليسانس في اللغتين العربية والإنجليزية ودرجة الماجستير في الفلسفة من الكلية الحكومية في لاهور. سافر إلى أوروبا عام 1905م، وحصل على دكتوراه الفلسفة عام 1908م، ثم اختير لتدريس التاريخ والفلسفة في جامعة لاهور وعمل أستاذًا للغة العربية في جامعة كمبريدج. أسهم إقبال في إثراء الفكر الإسلامي بمؤلفاته النثرية والشعرية، التي كتبها بالفارسية والأردية والإنجليزية، مثل ‘أسرار خود’ و’أرمغان حجاز’ (هدية الحجاز). توفي عام 1938م، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا.