أدرك الداهية السياسي محمد علي باشا أنَّ أي تهديد لمنابع النيل في أفريقيا يعني تهديدًا لوجود مصر ذاتها، خاصةً مع تزايد الأطماع الدولية في تلك الأراضي. لذلك، جرد حملة عسكرية لفتح تلك المناطق وضمها إلى مصر، وأدخل المدنية والقانون إلى تلك المناطق، مما جعل الأملاك المصرية تمتد حتى خط الاستواء. لكن مع احتلال إنجلترا لمصر عام 1882م واندلاع الثورة المهدوية، بدأت مصر تفقد سيطرتها على السودان. وساء الوضع بسبب الأسلوب الخاطئ الذي اتبعته إنجلترا في إدارة الأزمة، وكادت مصر تفقد السودان بأكمله. وبعد عدة معارك، استقر الوضع لتبدأ صراعات جديدة بين مصر صاحبة الحق وإنجلترا التي ادعت أحقيتها بحكم السودان. هذا الكتاب يرصد تفاصيل هذا الصراع ويفند المزاعم الإنجليزية، موجهاً رسالته إلى الرأي العام البريطاني بشكل دقيق ومثير.
Over de auteur
عمر طوسون هو أحد أهم رواد الإصلاح والنهضة في مصر أوائل القرن العشرين، وله إسهامات بارزة في المجالات العلمية والعملية. اشتهر بتأريخ الأحداث التاريخية المصرية وتقديم دراسات أثرية رائدة، كما أسهم في اكتشاف العديد من الآثار مثل رأس تمثال الإسكندر الأكبر. ولد في الإسكندرية عام 1872م ونشأ يتيم الأب، حيث تولت جدته تربيته قبل أن يكمل تعليمه في سويسرا ويزور العديد من البلدان الأوروبية. عُرف بأعماله الخيرية الواسعة التي شملت جمعيات إسلامية وقبطية، ودعمه للمقاومة الليبية العثمانية ضد الغزو الإيطالي، بالإضافة إلى نشاطاته الاقتصادية كرئيس للجمعية الزراعية الملكية. توفي عام 1944م عن عمر يناهز الثانية والسبعين.