في ظلال القرن الرابع عشر، ينبض قلب الرواية ‘حب الوطن’ بروح ثورة البلقان التي تشتعل ضد الحكم العثماني، محاكية تحديات عميقة تمزق نسيج المجتمع بين الولاء للأرض والدم. تستهل الرواية بإعداد الدولة العثمانية جيوشها لقمع الثورة، بينما يستعر الجيش البلقاني للدفاع عن حرية واستقلال شعبه. في هذا الخضم، ينجرف ‘قسطنطين’، ابن زعيم محلي، في دوامة الخيانة حين يكتشف نوايا والده المؤلمة التي تضع الأسرة فوق الوطن. ومع تصاعد الأحداث، يختار قسطنطين أن يحمي شرف الوطن بتضحية تهز الأرواح، حيث يضحي بحياته دون أن يكشف أسرارًا تنغص على عرش والده. ترتسم في الرواية صورة بطولية لرجل يجد نفسه ممزقًا بين حب الوطن والواجب العائلي، ليختار في نهاية المطاف الفداء الأعظم.
Over de auteur
مصطفى لطفي المنفلوطي، أديب ومؤلف مصري ولد عام 1876 في منفلوط بأسيوط، من عائلة عرفت بالعلم والتقوى. بدأ تعليمه في كتّاب القرية حيث حفظ القرآن في سن العاشرة، ثم تابع تعليمه في الأزهر لمدة عشر سنوات، وخلال هذه الفترة، تعمق في العلوم الدينية والعربية ووجد شغفًا خاصًا بالأدب. بعد وفاة معلمه محمد عبده، عاد المنفلوطي إلى بلدته حيث أمضى سنوات في دراسة التراث الأدبي والكلاسيكيات. اشتهر بأسلوبه الأدبي الفريد وتنوعت مؤلفاته بين النثر والشعر، ومن أشهر أعماله ‘النظرات’ و’العبرات’ التي مثلت قمة البلاغة في الأدب العربي الحديث. توفي في 1924، تاركًا إرثًا ثقافيًا وأدبيًا غنيًا.