في ‘على أوراق الورد’، يقدم الرافعي لنا ملحمة نثرية تتألق بروح العشق وتنضح بعبير الجمال، حيث ينثر فيها الخواطر المنمقة التي تشكل فسيفساء من فلسفة الحب والجمال. يتخذ الرافعي من رسائله لمحبوبتيه جسورًا عاطفية، فلا يختص محبوبته الأولى بل يتشارك العشق مع حبيبته اللبنانية، التي استلهم من جمالها أبهى الألفاظ في ‘حديث القمر’. يُعانق هذا العمل التلاقي بين الحب والنظرة الصوفية نحو المعشوق، معززًا ذلك بفيض من الإبداع الأدبي الذي يبرع في تقديم فن الإنشاء ولغة الحب العميق. ينسج الرافعي تحفته بمهارة الأديب العاشق وبحكمة الفيلسوف، موضحًا أن ذروة العقلانية في الحب تكمن في عقلية العاشق نفسه، مقدمًا عملاً يتسم بالعمق الفكري والجمال اللغوي.
Over de auteur
مصطفى صادق الرافعي، أديب وشاعر مصري بارز ولد في 1880 في قرية بهتيم، القليوبية. تأثر بأجواء عائلية ثقافية، حيث كان والده يستضيف أعلام العلم والأدب، مما مهد له بيئة غنية بالمعرفة. حفظ الرافعي القرآن في سن مبكرة وانتقل تدريجيًا في دراسته من دمنهور إلى المنصورة حيث أكمل الابتدائية. عوقه الصمم مما اضطره لمغادرة التعليم الرسمي، لكنه استثمر ذلك بالتعلم الذاتي من خلال مكتبة والده. عمل في عدة محاكم قبل أن يتفرغ للأدب، حيث أصدر ديوانه الأول في 1903. اكتسب شهرة واسعة بأعماله النثرية والدينية مثل ‘حديث القمر’ و’تحت راية القرآن’. انتقل إلى الرفيق الأعلى في 1937، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومؤثرًا في الأدب العربي الحديث.